فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا} (38)

قرىء «سيئة » و «سيئه » على إضافة سيء إلى ضمير كل ، وسيئاً في بعض المصاحف ، وسيئات . وفي قراءة أبي بكر الصديق رضي الله عنه . كان شأنه . فإن قلت : كيف قيل سيئه مع قوله مكروهاً ؟ قلت : السيئة في حكم الأسماء بمنزلة الذنب والإثم زال عنه حكم الصفات ، فلا اعتبار بتأنيثه . ولا فرق بين من قرأ سيئة وسيئاً . ألا تراك تقول : الزنا سيئة ، كما تقول : السرقة سيئة ، فلا تفرق بين إسنادها إلى مذكر ومؤنث . فإن قلت : فما ذكر من الخصال بعضها سيء وبعضها حسن ، ولذلك قرأ من قرأ «سيئه » بالإضافة ، فما وجه من قرأ سيئة ؟ قلت : كل ذلك إحاطة بما نهى عنه خاصة لا بجميع الخصال المعدودة .