غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا} (38)

{ كل ذلك كان سيئه } من قرأ بالإضافة فظاهر لأن المذكور من قوله : { لا تجعل مع الله إلهاً آخر } بعضها أحسن وهو المأمورات وبعضها سيىء وهو المنهيات ، فالمعنى أن ما كان من تلك الأشياء سيئاً فإنه مكروه عند الله . ويمكن أن يراد بسيىء تلك الخصال طرف الإفراط أو التفريط . ومن قرأ { سيئة } على التأنيث فقوله : { كل ذلك } إشارة إلى المنهيات خاصة . وقيل : إن الكلام قد تم عند قوله : { وأحسن تأويلاً } وقوله : { كل ذلك } إشارة إلى ما نهى عنه في قوله : { ولا تقف } { ولا تمش } وإنما قال : { سيئة } على التأنيث مع قوله : { مكروهاً } على التذكير لأنه جعل السيئة في معنى الذنب والإثم . قالت المعتزلة : الكراهة نقض الإرادة ففي الآية دلالة على أن المنهيات لا تكون مرادة لله تعالى لأنها مكروهة عنده . وإذا لم تكن مرادة لم تكن مخلوقة له لأن الخلق بدون الإرادة محال . أجابت الأشاعرة بأن المراد من كراهتها كونها منهياً عنها ، وزيف بأنه عدول عن الظاهر مع لزوم التكرار لأن كونها سيئة يدل على كونها منهية وأجيب بأنه لا بأس بالتكرار لأجل التأكيد .

/خ40