مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{ٱذۡهَب بِّكِتَٰبِي هَٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَيۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُونَ} (28)

{ اذهب بّكتابي هذا فألقه } بسكون الهاء تخفيفاً : أبو عمرو وعاصم وحمزة ، ويختلسها كسراً لتدل الكسرة على الياء المحذوفة : يزيد وقالون ويعقوب ، { فألقهي } بإثبات الياء : غيرهم { إليهم } إلى بلقيس وقومها لأنه ذكرهم معها في قوله { وجدتها وقومها يسجدون للشمس } وبني الخطاب في الكتاب على لفظ الجمع لذلك { ثمّ تولّ عنهم } تنح عنهم إلى مكان قريب بحيث تراهم ولا يرونك ليكون ما يقولونه بمسمع منك { فانظر ماذا يرجعون } ما الذي يردونه من الجواب . فأخذ الهدهد الكتاب بمنقاره ودخل عليها من كوة فطرح الكتاب على نحرها وهي راقدة وتوارى في الكوة فانتبهت فزعة ، أو أتاها والجنود حواليها فرفرف ساعة وألقى الكتاب في حجرها وكانت قارئة ، فلما رأت الخاتم .