الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱذۡهَب بِّكِتَٰبِي هَٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَيۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُونَ} (28)

ثم قال : { اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم }[ 28 ] ، أي قال سليمان للهدهد : اذهب بكتابي إليهم فألقه إليهم ، { ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون }[ 28 ] ، أي منصرفا ففي الكلام تقديم وتأخير تقديره{[52155]} : فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم .

وقيل : الكلام على بابه لا تقديم فيه ، انظر فيما انتظر{[52156]} أي فألقه إليهم فانتظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم .

قال ابن زيد{[52157]} : كانت لها كوة مستقبلة الشمس{[52158]} ساعة تطلع الشمس تطلع فيها{[52159]} فتسجد لها{[52160]} ، فجاء الهدهد حتى وقع فيها فسدها ، واستبطأت الشمس فقامت تنظر ، فرمى{[52161]} بالصحيفة إليها من تحت جناحه{[52162]} ، وطار حين قامت تنظر إلى الشمس . فهذا{[52163]} التفسير يدل على أنه نظر إليها ماذا ترجع قبل إلقائه الصحيفة ، ثم ألقاها ورجع إلى سليمان{[52164]} .

وقيل : المعنى : { ثم{[52165]} تول عنهم{[52166]} } قريبا منهم فانظر ماذا يرجعون ؟ ودل على هذا سماع الهدهد قولها لأهل مملكتها بعد إلقائه الكتاب إليها ، وهذا القول هو{[52167]} اختيار الطبري{[52168]} .

واختار{[52169]} الزجاج القول{[52170]} الأول أن يكون على التقديم والتأخير .


[52155]:ز: وتقديره.
[52156]:ز: بمعنى انتظر.
[52157]:ابن جرير19/151.
[52158]:ز: فرمي.
[52159]:"تطلع فيها" سقط من ز.
[52160]:"لها" سقطت من ز.
[52161]:ز: فرمي.
[52162]:ز: جناحها.
[52163]:ز: بهذا.
[52164]:"سليمان" سقطت من ز.
[52165]:"ثم" سقطت من ز.
[52166]:ز: إليهم.
[52167]:"هو" سقطت من ز.
[52168]:ابن جرير19/151.
[52169]:انظر: معاني الزجاج 4/117.
[52170]:"القول" سقطت من ز.