مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَلَّاۤ يَسۡجُدُواْۤ لِلَّهِ ٱلَّذِي يُخۡرِجُ ٱلۡخَبۡءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَيَعۡلَمُ مَا تُخۡفُونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (25)

{ ألاّ يسجدوا } بالتشديد أي فصدهم عن السبيل لئلا يسجدوا فحذف الجار مع «أن » وأدغمت النون في اللام ، ويجوز أن تكون «لا » مزيدة ويكون المعنى فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا . وبالتخفيف : يزيد وعلي ، وتقديره : ألا يا هؤلاء اسجدوا ف «ألا » للتنبيه و«يا » حرف نداء ومناداه محذوف ، فمن شدد لم يقف إلا على العرش العظيم ، ومن خفف وقف على { فهم لا يهتدون } ثم ابتدأ { ألا يسجدوا } أو وقف على { ألايا } ثم ابتدأ { اسجدوا } وسجدة التلاوة واجبة في القراءتين جميعاً بخلاف ما يقوله الزجاج إنه لا يجب السجود مع التشديد ، لأن مواضع السجدة إما أمر بها أو مدح للآتي بها أو ذم لتاركها ، وإحدى القراءتين أمر والآخرى ذم للتارك { لله الذي يخرج الخبء } سمى المخبوء بالمصدر { في السّماوات والأرض } قتادة خبء السماء المطر وخبء الأرض النبات { ويعلم ما تخفون وما تعلنون } وبالتاء فيهما : علي وحفص