فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱذۡهَب بِّكِتَٰبِي هَٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَيۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُونَ} (28)

ثم بيّن سليمان هذا النظر الذي وعد به فقال :{ اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم } أي : إلى أهل سبأ . قال الزجاج : في ألقه خمسة أوجه قرئ بها ، وخص الهدهد بإرساله بالكتاب لأنه المخبر بالقصة ، ولكونه رأى منه من مخايل الفهم والعلم ما يقتضي كونه أهلا للرسالة .

{ ثم تول } أي : تنح وانصرف { عنهم } وقف قريبا منهم وإنما أمره بذلك لكون التنحي بعد دفع الكتاب من أحسن الآداب التي يتأدب بها رسل الملوك ، والمراد التنحي إلى مكان يسمع فيه حديثهم ، حتى يخبر سليمان بما سمع . وقيل : معنى التولي الرجوع إليه ، والأول لقوله :

{ فانظر ماذا يرجعون } أي تأمل وتفكر فيها يرجع بعضهم إلى بعض من القول ، وما يتراجعونه بينهم من الكلام . قال ابن عباس : كن قريبا منهم ، فانظر ما الذي يردونه من الجواب