ثم بيّن سليمان هذا النظر الذي وعد به فقال : { اذهب بّكِتَابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ } أي إلى أهل سبأ . قال الزجاج : في " ألقه " خمسة أوجه : إثبات الياء في اللفظ وحذفها ، وإثبات الكسرة للدلالة عليها ، وبضم الهاء وإثبات الواو ، وبحذف الواو وإثبات الضمة للدلالة عليها ، وبإسكان الهاء . وقرأ بهذه اللغة الخامسة أبو عمرو وحمزة وأبو بكر . وقرأ قالون بكسر الهاء فقط من غير ياء . وروي عن هشام وجهان : إثبات الياء لفظاً ، وحذفها مع كسر الهاء . وقرأ الباقون بإثبات الياء في اللفظ . وقوله { بّكِتَابِي هذا } يحتمل أن يكون اسم الإشارة صفة للكتاب ، وأن يكون بدلاً منه ، وأن يكون بياناً له ، وخصّ الهدهد بإرساله بالكتاب لأنه المخبر بالقصة ، ولكونه رأى منه من مخايل الفهم والعلم ما يقتضي كونه أهلاً للرسالة { ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ } أي تنحّ عنهم ، أمره بذلك لكون التنحي بعد دفع الكتاب من أحسن الآداب التي يتأدب بها رسول الملوك ، والمراد التنحي إلى مكان يسمع فيه حديثهم حتى يخبر سليمان بما سمع ، وقيل معنى التولي : الرجوع إليه ، والأوّل أولى لقوله : { فانظر مَاذَا يَرْجِعُونَ } أي تأمل وتفكر فيما يرجع بعضهم إلى بعض من القول وما يتراجعونه بينهم من الكلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.