{ إنَّ الّذين آمَنُوا } بألسنتهم وهم المنافقون ودل عليه قوله : { ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم } [ آل عمران : 76 ] { والّذين هادوا والصّبئون والنّصارى } قال سيبويه وجميع البصريين : ارتفع «الصابئون » بالابتداء وخبره محذوف والنية به التأخير عما في حيز «إن » من اسمها وخبرها كأنه قيل : إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى { من آمن باللّهِ واليومِ الآخر وعمل صالحاً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون } والصابئون كذلك أي من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم فقدم وحذف الخبر كقوله
فمن يك أمسى بالمدينة رحله *** فإني وقيار بها لغريب
أي فإني لغريب وقيار كذلك ، ودل اللام على أنه خبر «إن » ولا يرتفع بالعطف على محل «إن » واسمها لأن ذا لا يصح قبل الفراغ من الخبر . لا تقول «إن زيداً وعمرو منطلقان » وإنما يجوز «إن زيداً منطلق وعمرو » ، والصابئون مع خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله «إن الذين آمنوا » إلى آخره ، ولا محل لها كما لا محل للتي عطفت عليها . وفائدة التقديم التنبيه على أن الصابئين وهم أبين هؤلاء المعدودين ضلالاً وأشدهم غياً يتاب عليهم إن صح منهم الإيمان فما الظن بغيرهم ! ومحل «من آمن » الرفع على الابتداء وخبره «فلا خوف عليهم » والفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط . ثم الجملة كما هي خبر «إن » والراجح إلى اسم «إن » محذوف تقديره : من آمن منهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.