تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (69)

الصابئون : الكلمة آرامية الأصل ، تدل على التطهير والتعميد .

والصابئة فرقتان : جماعة المندائيّين أتباعِ يوحنّا المعمدان ، وصابئةُ حرّان الّذين عاشوا زمناً في كنف الإسلام ، ولهم عقائدهم وعلماؤهم ، ومن أشهرهم إبراهيم من هلال الصابي الأديبُ الكبير ، والعالِم بالفلك والفلسفة الرياضية .

ورد ذكرهم في القرآن ثلاث مرات بجانب اليهود والنصارى ، مما يؤْذِن بأنهم من أهل الكتاب . وكتب عنهم المؤرخون المسلمون . وخاصة الشهرستاني في «المِلل والنِّحل » ، والدمشقي في «نخبة الدهر في عجائب البحر » . وهم يُعَدّون بين الروحانيين ، الّذين يقولون بوسائط بين الله والعالم ، ويحرصون على تطهير أنفسهم من دنَسِ الشهوات والارتقاء بها إلى عالم الروحانيات . للقوم طقوس ثابتة ، منها أنهم يتطهرون بالماء إذا لمسوا جسداً ، ويحرّمون الختان كما يحرّمون الطلاق إلا بأمر من القاضي ، ويمنعون تعدُّد الزوجات ، ويؤدون ثلاث صلوات كل يوم بالسريانية . أما قِبلتهم فهي القطب الشمالي . وقد خدموا الإسلام في مجالات العلم والسياسة والترجمة . ولا يزال منهم بضعة آلاف في العراق إلى الآن ، كتب عنهم السيد عبد الرزاق الحسن رسالةً مطبوعة بمصر ، وقال إنهم أربع فِرق .

وتفسير الآية الكريمة

إن الذين صدقوا الله ورسوله ، واليهود ، والصابئين ، والنصارى وغيرهم كل أولئك إذا أخلصوا في الإيمان بالله ، وصدّقوا بالبعث والجزاء ، وأتوا الأعمال الصالحة التي جاء بها الإسلام ، فيسكونون في مأمن من العذاب ، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .