بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (69)

قوله تعالى :

{ إِنَّ الذين آمَنُواْ والذين هَادُواْ والصابئون والنصارى مَنْ آمَنَ بالله واليوم الآخر } قال في رواية الكلبي : هم قوم آمنوا بعيسى ، ولم يؤمنوا بغيره ، ولم يرجعوا . ويقال { إِنَّ الذين آمَنُواْ } بألسنتهم وهم المنافقون . ويقال : في الآية تقديم يعني : { إِنَّ الذين آمَنُواْ } من آمن من اليهود والنصارى والصابئين ، { وَعَمِلَ صالحا } فلهم أجرهم عند ربهم . وقال : في هذه السورة { والصابئون } وقال في موضع آخر : { والصابئين } لأنه معطوف على خبر إن وكل اسم معطوف على خبر إن ، كان فيه طريقان ، إن شاء رفع ، وإن شاء نصب ، كقوله : «إن زيداً قادم وعمرو » إن شاء نصب الثاني ، وإن شاء رفعه ، كقوله تعالى : { وَأَذَانٌ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ إِلَى الناس يَوْمَ الحج الأكبر أَنَّ الله بريء مِّنَ المشركين وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فاعلموا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله وَبَشِّرِ الذين كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ التوبة : 3 ] وقد قرأ : { ورسوله } ولكنه شاذ ، وكذلك ها هنا جاز أن يقول : ( والصابئين ) { والصابئون } ، إلا أن في هذه السورة كتب بالرفع .

ثم قال : { لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } يعني : لمن آمن ، والذين سبق ذكرهم فلهم ثوابهم عند ربهم الجنة فلا خوف عليهم ، { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } .