تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (69)

قوله سبحانه : { إن الذين آمنوا } ، يعني الذين صدقوا ، { والذين هادوا } ، يعني

اليهود ، { والصابئون } ، هم قوم من النصارى صبأوا إلى دين نوح وفارقوا هذه الفرق الثلاث ، وزعموا أنهم على دين نوح ، عليه السلام ، وأخطأوا ، لأن دين نوح ، عليه السلام ، كان على دين الإسلام ، { والنصارى } ، إنما سموا نصارى ، لأنهم ابتدعوا هذا الدين بقرية تسمى ناصرة ، قال الله عز وجل : { من آمن } من هؤلاء { بالله واليوم الآخر وعمل صالحا } ، وأدى الفرائض من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، فله الجنة ، ومن بقي منهم إلى أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا إيمان له ، إلا أن يصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فمن صدق بالله عز وجل أنه واحد لا شريك له ، وبما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، وبالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، { فلا خوف عليهم } من العذاب ، { ولا هم يحزنون } من الموت .