مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ} (92)

{ وَلاَ عَلَى الذين إِذَا مآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ } لتعطيهم الحمولة { قُلْتَ } حال من الكاف في { أَتَوْكَ } و «قد » قبله مضمرة أي إذا ما أتوك قائلاً { لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا } هو جواب «إذا » { وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدمع } أي تسيل كقولك «تفيض دمعاً » وهو أبلغ من يفيض دمعها لأن العين جعلت كأن كلها دمع فائض و «من » للبيان كقولك «أفديك من رجل » ، ومحل الجار والمجرور النصب على التمييز ، ويجوز أن يكون { قُلْتَ لاَ أَجِدُ } استئنافاً كأنه قيل : إذا ما أتوك لتحملهم تولوا فقيل : ما لهم تولوا باكين ؟ فقيل : { قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ } إلا أنه وسط بين الشرط والجزاء كالاعتراض { حَزَناً } مفعول له { أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ } لئلا يجدوا ما ينفقون ومحله نصب على أنه مفعول له ، وناصبة { حَزَناً } والمستحملون أبو موسى الأشعري وأصحابه ، أو البكاؤون وهم ستة نفر من الأنصار .