بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ} (92)

قوله تعالى : { وَلاَ عَلَى الذين } ، يعني : ولا حرج على الذين . { إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ } على الجهاد . روى أسباط ، عن السدي أنه قال : أقبل رجلان من الأنصار أحدهما عبد الله بن الأزرق ، والآخر أبو ليلى ، فسألاه أن يحملهما ، { قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ } . وروي عن محمد بن كعب القرظي أنه قال : أتاه سبعة نفر من أصحابه ، سالم بن عمير ، وحزم بن عمرو ، وعبد الرحمن بن كعب يكنى أبا ليلى ، وسليمان بن صخر ، وعتبة بن زيد ، وعمرو بن عتبة ، وعبد الله بن عمرو المزني يستحملونه ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : « { لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ } » . { تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ } ، يعني : تسيل { مِنَ الدمع حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ } في الخروج إلى الجهاد .