ثم احتج عليهم أيضا ، إفحاما إثر إفحام بقوله تعالى : { قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون } .
{ قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق } أي بوجه من الوجوه ، كبعثة الرسل ، وإبقاء العقل ، وتمكين النظر في آيات الكون ، والتوفيق للتدبر . { قل الله يهدي للحق أفمن يهدي للحق } وهو تبارك وتعالى { أحق أن يتبع } أي يعبد ويطاع { أمن لا يهدي } أي إلا أن يهديه الله تعالى- نزل منزلة من يعقل لإفحامهم وقيل معناه : أم من لا يهتدي من الأوثان إلى مكان فينتقل إليه إلا أن ينقل . أو لا يهتدي ولا يصح منه الاهتداء ، إلا أن ينقله الله من حاله إلى أن يجعله حيوانا مكلفا ، فيهديه . وقد قرئ { أمن لا يهدي } بفتح الياء والهاء وتشديد الدال ، أصله يهتدي ، أدغمت التاء في الدال ، ونقلت فتحة التاء المدغمة إلى الهاء ؛ وقرئ بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال ، لأنه لما نقلت الحركة التقى ساكنان ، فكسر أولهما للتخلص من التقائهما ، وقرئ بسكون / الهاء وبتخفيف الدال ، على معنى ( يهتدي ) . والعرب تقول : يهدي بمعنى يهتدي . يقال : هديته فهدى أي اهتدى .
وقوله تعالى : { فما لكم } مبتدأ وخبره ، والاستفهام للإنكار والتعجب . أي : أي شيء لكم في اتخاذ هؤلاء العاجزين عن هداية أنفسهم ، فضلا عن هداية غيرهم ، شركاء . وقوله : { كيف تحكمون } مستأنف ، أي كيف تحكمون بالباطل ، حيث تزعمون أنهم أندادا الله ؟ !
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.