محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ} (8)

{ ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم } أي عن النعيم الذي ألهاكم التكاثر به والتفاخر في الدنيا ماذا عملتم فيه ؟ ومن أين وصلتم إليه ؟ وفيم أصبتموه ؟ وماذا عملتم به ؟ ويدخل في ذلك ما أنعم عليهم من السمع والبصر وصحة البدن .

قال ابن عباس : " النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار " . قال : " يسأل الله العباد : فيم استعملوا ؟ وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله{[7540]} { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا } قال ابن جرير :{[7541]} لم يخصص في خبره تعالى نوعا من النعيم دون نوع ؛ بل عم ، فهو سائلهم عن جميع النعيم ، ولذا قال مجاهد : أي عن كل شيء من لذة الدنيا . وقال قتادة : إن الله عز وجل يسأل كل عبد عما استودعه من نعمه وحقه " .


[7540]:17 / الإسراء / 36.
[7541]:انظر الصفحة رقم 289 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).