محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (78)

وقوله تعالى :

/ [ 78 ] { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون 78 } .

{ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا } ، عطف على قوله تعالى : { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا } ، منتظم معه في سلك أدلة التوحيد من قوله تعالى : { والله أنزل من السماء ماء } ، وقوله تعالى : { والله خلقكم } ، وقوله تعالى : { والله فضل بعضكم على بعض } ، أفاده أبو السعود . و { شيئا } ، منصوب على المصدرية ، أو مفعول { تعلمون } ، والنفي منصب عليه ، أي : لا تعلمون شيئا أصلا من حق المنعم وغيره .

{ وجعل لكم السمع } ، أي : فتدركون به الأصوات { والأبصار } فتحسون المرئيات . { والأفئدة } ، أي : العقول . { لعلكم تشكرون } ، أي : لتصرفوها فيما خلقت له من التوحيد والاعتبار بها والمشي على السنن الكونية .