الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (78)

ثم قال [ تعالى{[39544]} ] : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا } [ 78 ] .

معناه : والله علمكم ما لم تكونوا تعلمون وأنتم في بطون أمهاتكم{[39545]} ، ورزقكم عقولا تفهمون بها الأشياء ، وتميزون بين الخير والشر ، وجعل لكم السمع لتسمعوا به أوامر الله ، ونواهيه ، ومواعظه ، فتعلمون وتتعظون .

وهذا يدل على أن الواو لا توجب رتبة{[39546]} لأنه ذكر جعله للسمع والبصر والفؤاد/ بعد الخروج من البطن ، وذلك لم يكن إلا في البطن . فالواو لا توجب رتبة ، بل ما بعدها يكون قبل ما قبلها . لا يجوز إلا هذا بهذه الآية ، ونظيرها كثير في القرآن يدل على أنها لا ترتب{[39547]} ما بعدها بعدما قبلها ، بل قد يكون بعده وقبله . ويجوز أن يكون الباقي{[39548]} مبتدأ غير معطوف{[39549]} . والأبصار لتبصروا{[39550]} بها آياته ونعمه{[39551]} فتشكروا{[39552]} وتعلموا{[39553]} أن الله{[39554]} الخالق وحده لا إله إلا هو ، والأفئدة ليفهموا{[39555]} بها ، وهي القلوب .

{ لعلكم تشكرون } [ 78 ] .

أي : فعل ذلك بكم لعلكم تشكرون نعمه عليكم{[39556]} .


[39544]:ساقط من ق.
[39545]:ط: "لا توجب إليه لأنه ..."
[39546]:ق: لا ترتيب.
[39547]:ق: لا ترتيب.
[39548]:ط: الثاني.
[39549]:وهو قول ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/152.
[39550]:ق: الضمير للغائب "ليبصروا" وكذا "فيشكروا" و"يعلموا" و"ليفهموا".
[39551]:ط: "نعيمه".
[39552]:ق: الضمير للغائب "ليبصروا" وكذا "فيشكروا" و"يعلموا" و"ليفهمو".
[39553]:انظر: المصدر السابق.
[39554]:ط: أنه.
[39555]:ق: الضمير للغائب "ليصبروا" وكذا "فيشكروا" و "يعلموا" و"ليفهموا".
[39556]:ق: عليه.