{ والله أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أمهاتكم } ، عطف على قوله تعالى : { والله جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } ، منتظمٌ معه في سلك أدلةِ التوحيد من قوله تعالى : { والله أَنزَلَ مِنَ السماء مَاء } ، وقولِه تعالى : { والله خَلَقَكُمْ } ، وقوله تعالى : { والله فَضَّلَ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ } ، والأمهات : بضم الهمزة ، وقرئ : بكسرها أيضاً ، جمعُ الأم زيدت الهاء فيه ، كما زيدت في أهراق من أراق ، وشذّت زيادتُها في الواحدة ، قال : [ الرجز ]
أُمهتي خِندِفُ والياسُ أبي{[488]} *** . . . . . . . .
{ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا } ، في موقع الحال ، أي : غيرَ عالمين شيئاً أصلاً ، { وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة } ، عطف على ( أخرجكم ) ، وليس فيه دلالةٌ على تأخر الجمعِ المذكورِ عن الإخراج ؛ لما أن مدلولَ الواو هو الجمعُ مطلقاً لا الترتيبُ ، على أن أثر ذلك الجعلِ لا يظهر قبل الإخراج ، أي : جعل لكم هذه الأشياءَ آلاتٍ تحصّلون بها العلمَ والمعرفة ؛ بأن تُحِسوا بمشاعركم جزئياتِ الأشياء وتُدركوها بأفئدتكم ، وتتنبهوا لما بينها من المشاركات والمباينات بتكرر الإحساسِ ، فيحصل لكم علومٌ بديهيةٌ تتمكنون بالنظر فيها من تحصيل العلومِ الكسبية . والأفئدة : جمع فؤاد ، وهو وسطُ القلب ، وهو للقلب كالقلب من الصدر ، وهو من جموع القلة التي جرت مَجرى جموعِ الكثرة ، وتقديمُ المجرور على المنصوبات لما مر من الإيذان من أول الأمر بكون المجعول نافعاً لهم ، وتشويقِ النفس إلى المؤخر ليتمكن عند ورودِه عليها فضلَ تمكن ، { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ، كي تعرِفوا ما أنعم به عليكم طوراً غِبَّ طَورٍ فتشكروه ، وتقديمُ السمع على البصر لما أنه طريق تلقي الوحي ، أو لأن إدراكه أقدمُ من إدراك البصر ، وإفرادُه باعتبار كونه مصدراً في الأصل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.