مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (78)

ثم دل على قدرته بما بعده فقال : { والله أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أمهاتكم } ، وبكسر الألف وفتح الميم : عليّ ؛ اتباعاً لكسرة النون ، وبكسرهما : حمزة ، والهاء مزيدة في أمهات للتوكيد ، كما زيدت في «أراق » ، فقيل : «أهراق » ، وشذت زيادتها في الواحدة . { لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا } ، حال ، أي : غير عالمين شيئاً من حق المنعم الذي خلقكم في البطون . { وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ، أي : وما ركب فيكم هذه الأشياء إلا آلات لإزالة الجهل الذي ولدتم عليه ، واجتلاب العلم والعمل به من شكر المنعم وعبادته والقيام بحقوقه . والأفئدة في فؤاد ، كالأغربة في غراب ، وهو من جموع القلة التي جرت مجرى جموع الكثرة ؛ لعدم السماع في غيرها .