محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَّا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوًا إِلَّا سَلَٰمٗاۖ وَلَهُمۡ رِزۡقُهُمۡ فِيهَا بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا} (62)

{ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ( 62 ) } .

{ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ( 63 ) } .

{ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا } أي لا يسمعون فيها فضول كلام لا طائل تحته . وهو كناية عن عدم صدور اللغو عن أهلها . قال الزمخشري رحمه الله . فيه تنبيه ظاهر على وجوب تجنب اللغو واتقائه . حيث نزه الله عن الدار التي لا تكليف فيها . وما أحسن قوله سبحانه : { وإذا مروا باللغو مروا كراما } { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين } نعوذ بالله من اللغو والجهل والخوض فيما لا يعنينا .

ومعنى { إلا سلاما } أي تسليما . وهو تسليم الملائكة عليهم ، أو بعضهم على بعض ، على الاستثناء المنقطع كما قال : { لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما * إلا قيلا سلاما سلاما } { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا