محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيۡنَ أَيۡدِينَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَيۡنَ ذَٰلِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا} (64)

ولما قص سبحانه من أنباء الأنبياء عليهم السلام ما قص ، مثبتا له ، وعقبه بما أحدثه الخلف وذكر جزاءهم – عقبه بحكاية نزول جبريل عليه السلام ، ردا لما زعمه المشركون من أنه كان يقلوه فلا يزوره ، تسلية له صلى الله عليه وسلم ، وإعلاما بأن الحال ليس على ما زعمه هؤلاء الخلف . فقال سبحانه :{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ( 64 ) } .

أي ينسى شيئا ما ، بل لا يفيض علما ولا ينزل ملكا إلا لحكمة يستعد لها الحال ، أي فليس عدم النزول إلا لعدم الأمر به ، ولم يكن لتركه تعالى لك وتوديعه إياك . وفي إعادة اسم ( الرب ) المعرب عن التبليغ إلى الكمال اللائق ، مضافا إلى ضميره عليه السلام ، من تشريفه وإشعار بعلة الحكم ، ما لا يخفى .