الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَّا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوًا إِلَّا سَلَٰمٗاۖ وَلَهُمۡ رِزۡقُهُمۡ فِيهَا بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا} (62)

{ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } في الجنة { لَغْواً } باطلاً وفحشاً وفضولاً من الكلام ، قال مقاتل : يميناً كاذبة { إِلاَّ سَلاَماً } استثناء من غير جنسه يعني بل يسمعون فيها سلاماً أي قولاً يسلمون منه ، وقال المفسّرون : يعني تسليم بعضهم على بعض تسليم الملائكة عليهم { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } يعني على مقدار طرفي النهار .

أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جعفر بقراءتي عليه قال : حدَّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه قال : حدَّثنا موسى بن هارون قال : حدَّثنا بشر بن معاذ الضرير قال : حدَّثنا عامذ بن سياق عن يحيى بن أبي كثير قال : كانت العرب في زمانها من وجد غداءً مع عشاء فذلك هو الناعم ، فأنزل الله سبحانه { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } قدر ما بين غدائهم وعشائهم .

أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال : حدَّثنا علي بن محمد بن سختويه قال : حدَّثنا موسى ابن هارون قال : حدَّثنا داود بن رشيد قال : حدَّثنا الوليد بن مسلم قال : سألت زهير بن محمد عن قول الله سبحانه { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } قال : ليس في الجنة ليل ، هم في نور أبداً وإنّما يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب ، ومقدار النهار برفع الحجب .