قوله : { إِلاَّ سَلاَماً } : أبدى الزمخشريُّ فيه ثلاثةَ أوجهٍ أحدُها : أَنْ يكونَ معناه : إنْ كان تَسْلِيمُ بعضِهم على بعض - أو تسليمُ الملائكة عليهم - لغواً ، فلا يسمعون لغواً إلى ذلك فهو مِنْ وادي قولِه :
ولا عيبَ فيهم غيرَ أنَّ سيوفَهم *** بهنَّ فُلولٌ من قراعِ الكتائبِ
الثاني : أنهم لا يَسْمعون فيها إلا قولاً يَسْلَمون فيه من العيبِ والنقيصةِ ، على الاستثناء المنقطع . الثالث : أنَّ معنى السلامِ هو الدعاءُ بالسلامةِ ، ودارُ السلام هي دارُ السلامةِ ، وأهلُها عن الدعاءِ بالسلامةِ أغنياءُ ، فكان ظاهرُه من باب اللَّغْوِ وفُضولِ الحديث ، لولا ما فيه من فائِدةِ الإكرامِ .
قلت : ظاهرُ هذا أنَّ الاستثناء على الأول وأخر متصلٌ ؛ فإنه صَرَّح بالمنقطع في الثاني . أمَّا اتصالُ الثالثِ فواضحٌ ، لأنه أَطْلَقَ اللغوَ على السلامِ بالاعتبارِ الذي ذكره ، وأمَّا الاتصالُ في الأولِ فَعَسِرٌ ؛ إذ لا يُعَدُّ ذلك عيباً ، فليس من جنس الأول ، وسيأتي تحقيقُ هذا إنْ شاء الله تعالى عند قولِه تعالى { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى } [ الدخان : 56 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.