{ لا يسمعون فيها لغوا } هو الهذر ، والفضول من الكلام الذي يلغى ولا طائل تحته ، وهو كناية عن عدم صدور اللغو منهم ، وقيل اللغو كل ما لم يكن فيه ذكر الله { إلا سلاما } هو استثناء منقطع أي سلام بعضهم على بعض أو سلام الله أو سلام الملائكة عليهم ، وقال الزجاج : السلام اسم جامع للخير ، لأنه يتضمن السلامة ، والمعنى أن أهل الجنة لا يسمعون ما يؤلمهم ؛وإنما يسمعون ما يسلمهم ؛ وأبدى الزمخشري فيه ثلاثة أوجه ذكرها سليمان الجمل .
{ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } قال المفسرون : ليس في الجنة بكرة ولا عشية ولا نهار ولا ليل بل ضوء ونور أبدا ، ولكنهم يؤتون رزقهم على مقدار ما يعرفون من الغداء والعشاء في الدنيا ، وبه قال ابن عباس وإنما يعرفون الليل بإرخاء الحجب ، وغلق الأبواب ، والنهار بفتحها ورفع الحجب ، كما روي ، والرزق في البكرة والعشي ، أفضل العيش عند العرب ، وقيل أراد دوام الرزق .
أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، عن الحسن وأبي قلابة قالا : قال رجل يا رسول الله هل في الجنة من ليل ؟ قال وما هيجك على هذا ؟ قال سمعت الله يذكر في الكتاب : { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } فقلت الليل من البكرة والعشي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هناك ليل وإنما هو ضوء ونور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو ، تأتيهم طرف الهدايا من الله بمواقيت الصلاة التي كانوا يصلون فيها في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.