محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ كِتَٰبٗا فِيهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (10)

ثم نبه تعالى على شرف القرآن محرضا لهم على معرفة قدره ، بقوله :

{ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } .

{ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي شرفكم وحديثكم الذي تذكرون به فوق شرف الأشراف { أَفَلَا تَعْقِلُونَ } أي هذه النعمة وتتلقونها بالقبول كما قال تعالى : { وإنه لذكر لك ولقومك ، وسوف تسئلون } وقيل : معنى { ذكركم } موعظتكم فالذكر بمعنى التذكير مضاف للمفعول . قال أبو السعود : وهو الأنسب بسباق النظم الكريم وسياقه . فإن قوله تعالى : { أفلا تعقلون } إنكار توبيخي ، فيه بعث لهم على التدبر في أمر الكتاب ، والتأمل فيما في تضاعيفه من فنون المواعظ والزواجر ، التي من جملتها القوارع السابقة واللاحقة .