سميت بذلك لاشتمالها على فضائل جليلة ، لجماعة منهم عليهم السلام . وهي مكية . واستثنى منها بعضهم آية : { أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } وهي مائة واثنتا عشرة آية . وروى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال : ( بنو إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء ، هن من العتاق الأول ، وهن من تلادي ) .
قال ابن الأثير : أي من أول ما أخذته وتعلمته بمكة . والتالد : المال القديم الذي ولد عندك ، وهو نقيض الطارف .
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ } .
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } أي دنا لأهل مكة ما وعدوا به في الكتاب من الحساب الأخروي وهو عذابهم { وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } أي عما يراد بهم { مَّعْرِضُونَ } أي مكذبون به . وإنما كان مقتربا لأن كل آت وإن طالت أوقات استقباله وترقبه ، قريب . وقد قال تعالى : { إنهم يرونه بعيدا * ونراه قريبا } وقال تعالى : { ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده ، وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون } ولا يخفى ما في عموم ( الناس ) من الترهيب البليغ . وإن حق الناس أن ينتبهوا لدنو الساعة ، ليتلافوا تفريطهم بالتوبة والندم . كما أن في تسمية يوم القيامة ، بيوم الحساب زيادة إيقاظ ، لأن الحساب هو الكاشف عن حال المرء ، ففي العنوان ما يرهب منه ، ولو قيل بأن الحساب أعم من الدنيوي والأخروي لم يبعد ، ويكون فيه إشارة إلى قرب محاسبة مشركي مكة بالانتصاف منهم والانتصار عليهم ، كما أشير إليه في آية : { فعسى الله أن يأتي بالفتح } ووعد به النبي وصحبه في آيات كثيرة . إلا أن شهرة الحساب فيما بعد البعث الأخروي ، حمل المفسرين على قصر الآية عليه . والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.