محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ} (5)

ثم بين تعالى خوضهم في فنون الاضطراب وعدم اقتصارهم على ما تقدم من دعوى السحر ، بقوله :

{ بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ } .

{ بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي أخلاط يراها في النوم { بَلِ افْتَرَاهُ } أي اختلقه { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } أي ما أتى به شعر يخيل للناس معاني لا حقيقة لها . وهكذا شأن المبطل المحجوج ، لا يزال يتردد بين باطل وأبطل ، ويتذبذب بين فاسد وأفسد { فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ } أي مثل الآية التي أرسل بها الأولون . أي حتى نؤمن له .