فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ كِتَٰبٗا فِيهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (10)

نبه عباده على عظيم نعمته عليهم بقوله : { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كتابا } يعني القرآن { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } صفة ل{ كتاباً } ، والمراد بالذكر هنا : الشرف ، أي فيه شرفكم كقوله : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ } [ الزخرف : 44 ] وقيل : { فيه ذكركم } أي ذكر أمر دينكم ، وأحكام شرعكم وما تصيرون إليه من ثواب أو عقاب . وقيل : فيه حديثكم ، قاله مجاهد . وقيل : مكارم أخلاقكم ومحاسن أعمالكم . وقيل : فيه العمل بما فيه حياتكم . قاله سهل بن عبد الله . وقيل : فيه موعظتكم ، والاستفهام في : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } للتوبيخ والتقريع ، أي : أفلا تعقلون أن الأمر كذلك ، أو لا تعقلون شيئاً من الأشياء التي من جملتها ما ذكر .

/خ25