محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ} (98)

ثم أشار إلى شأنهم في الآخرة بقوله سبحانه :

{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ } أي من الأوثان والأصنام { حَصَبُ جَهَنَّمَ } أي ما يرمى به إليها { أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * { لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } أي فلا منجي لهم منها .

قال الزمخشري : فإن قلت : لم قرنوا بآلهتهم ؟ قلت : لأنهم لا يزالون لمقارنتهم في زيادة غم وحسرة . حيث أصابهم ما أصابهم بسببهم والنظر إلى وجه العدو باب من العذاب . ولأنهم قدروا أنهم يستشفعون بهم في الآخرة ، ويستنفعون بشفاعتهم . فإذا صادفوا الأمر على عكس ما قدروا ، لم يكن شيء أبغض إليهم منهم { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } أي ترديد نفس تنتفخ منه الضلوع { وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ } أي من الهول وشدة العذاب .