محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱسۡلُكۡ يَدَكَ فِي جَيۡبِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٖ وَٱضۡمُمۡ إِلَيۡكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهۡبِۖ فَذَٰنِكَ بُرۡهَٰنَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (32)

{ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ } أي أدخلها فيه { تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } أي عيب { وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } أي يدك { مِنَ الرَّهْبِ } أي الخوف . قرئ بفتحتين وضمتين ، وفتح وسكون ، وضم وسكون . قال ابن أسلم وابن جرير : مما حصل لك من خوفك من الحية قال ابن كثير : والظاهر أن المراد أعم من هذا . وهو أنه أمر عليه السلام ، إذا خاف من شيء ، أن يضم إليه يده ، فإذا فعل ذهب عنه ما يجده من الخوف . وربما إذا استعمل أحد ذلك ، على سبيل الاقتداء ، فوضع يده على فؤاده ، فإنه يزول عنه ما يجد أو يخف إن شاء الله تعالى . وبه الثقة . { فَذَانِكَ } إشارة إلى العصى واليد { بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ }