محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَـٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا} (13)

{ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ } أي المنافقين { يَا أَهْلَ يَثْرِبَ } وهي أرض المدينة { لَا مُقَامَ لَكُمْ } بضم الميم وفتحها . قراءتان . أي لا إقامة لكم بعد اليوم بالمدينة أو نواحيها لغلبة الأعداء { فَارْجِعُوا } أي إلى منازلكم من المدينة هاربين . أو فارجعوا عن الإسلام كفارا ليمكنكم المقام .

فائدة :

( يثرب ) من أسماء المدينة . كما في ( الصحيح {[6140]} ) : ( أريت في المنام دار هجرتكم . أرض بين حرتين . فذهب وهلي أنها هجر . فإذا هي يثرب ) ( وفي لفظ : المدينة ) .

قال ابن كثير : فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن البراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سمى المدينة ( يثرب ) فليستغفر الله تعالى ، إنما هي طابة هي طابة ) . تفرد بها الإمام أحمد ، وفي إسناده ضعف . انتهى : { وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ } أي في الرجوع { يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ } أي غير حصينة يخشى عليها { وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا } .


[6140]:أخرجه البخاري في: 61 كتاب المناقب، 25 – باب علامات النبوة في الإسلام، حديث رقم 1703.