محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (8)

{ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } أي فعل الله ذلك ليسأل يوم القيامة الأنبياء . ووضع الصادقين موضع ضميرهم ، للإيذان من أول الأمر ، بأنهم صادقون فيما سئلوا عنه . وإنما السؤال لحكمة تقتضيه . أي ليسأل الأنبياء الذين صدقوا عهودهم عما قالوه لقومهم . أو عن تصديقهم إياهم تبكيتا لهم . كما في قوله تعالى {[6137]} : { يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم } أو المصدقين لهم عن تصديقهم . أفاده أبو السعود { وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا } أي لمن كفر من أممهم عذابا موجعا . ونحن – كما قال ابن كثير – نشهد أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم ، ونصحوا الأمم ، وأفصحوا لهم عن الحق المبين الواضح الجلي ، الذي لا لبس فيه ولا شك ولا امتراء . وإن كذبهم من كذبهم من الجهلة والمعاندين والمارقين والقاسطين ، فما جاءت به الرسل هو الحق ، ومن خالفهم فهو على الضلال . انتهى .


[6137]:(5 / المائدة / 109).