محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِيٓ أَيَّامٖ نَّحِسَاتٖ لِّنُذِيقَهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَخۡزَىٰۖ وَهُمۡ لَا يُنصَرُونَ} (16)

{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ } أي لعتوهم بالقوة { رِيحًا صَرْصَرًا } أي شديدة الصوت في هبوبها { فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } أي مشؤومات عليهم { لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ } أي في الأخرى . كما لم ينصروا في الدنيا .

تنبيه :

قال الرازيّ : استدل الأحكاميون من المنجمين بهذه الآية على أن بعض الأيام قد يكون / نحسا وبعضها قد يكون سعدا ، لأن النحس يقابله السعد ، والكدر يقابله الصافي . ثم أطال الرازيّ في الجواب والإيراد . ولا يخفى أن السعد والنحس إنما هو أمر إضافي لا ذاتيّ . وإلا لكان اليوم الذي يراه المنجمون نحسا ، مشؤوم الطالع على كل من أشرقت عليه الشمس . وكذا ما يرونه سعدا . والواقع بخلاف ذلك . إذ اليوم النحس عند زيد ، قد يكون سعدا عند بكر . بل الساعة بل الدقيقة . فأين تلك الدعوى ؟ والقرآن أتى على أسلوب العرب البديع . ومن لطائفهم تسمية وقت الشدة والبؤس بالنحس ، ومقابلها بالسعد . فالنحس نحس على صاحبه ، والسعد سعد على صاحبه .