محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{۞كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ فَكَذَّبُواْ عَبۡدَنَا وَقَالُواْ مَجۡنُونٞ وَٱزۡدُجِرَ} (9)

{ كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر 9 } .

{ كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر } أي زجر عن الإنذار والتبليغ بشدة وقساوة ، كما يدل عليه صيغة ( افعتل ) .

قال الناصر : وليس قوله { فكذبوا } الثاني تكرارا ، لأن الأول مطلق ، والثاني مقيد . وهو كقوله في السورة {[6866]} { فتعاطى فعقر } فإن تعاطيه هو نفس عقره ، ولكن ذكره من جهة عمومه ، ثم من ناحية خصوصه إسهابا ، وهو بمثابة ذكره مرتين . وجواب آخر هنا ، / وهو أن المكذب أولا محذوف ، دل عليه ذكر نوح ، فكأنه قال : كذبت قوم نوح نوحا ، ثم جاء بتكذيبهم ثانيا مضافا إلى قوله : { عبدنا } فوصف نوحا بخصوص العبودية . وأضافه إليه إضافة تشريف . فالتكذيب المخبر عنه ثانيا ، أبشع عليهم من المذكور أولا ، لتلك اللمحة . انتهى .


[6866]:[54/ القمر/ 29].