{ ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الوحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون }
{ ألم يأن } أي ألم يحن من ( أنى الأمر ) يأنى إذا جاء إناه أي وقته { للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } أي تلين وترق وتخلص قلوبهم لذكر اسمه الكريم وما يوحيه من الوجل منه والخشية أو لذكر وعده ووعيده { وما نزل من الحق } يعني القرآن الذي لو أنزل على جبل لتصدع قال أبو السعود ومعنى الخشوع له ، الانقياد التام لأوامره ونواهيه والعكوف على العمل بما فيه من الأحكام التي من جملتها ما سبق وما لحق من الإنفاق في سبيل الله تعالى ، وقد قيل إن عطفه على الذكر عطف أحد الوصفين على الآخر وأن ذكر الله ككلام الله بمعنى القرآن وكذا ما نزل من الحق فالعطف لتغاير العنوانين فإنه ذكر وموعظة ، كما أنه حق نازل { ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد } أي الأجل والإمهال والاستدراج { فقست قلوبهم } أي لزوال الخشية والروعة التي كانت تأتيهم من الكتابيين { وكثير منهم فاسقون } ؟أي خارجون عن دينهم نابذون لما في كتابهم .
تنبيه : قال ابن كثير في الآية نهي للمؤمنين أن يتشبهوا بالذين حملوا الكتاب من قبلهم من اليهود والنصارى ، فإنهم لما تطاول عليهم الأمد وبدلوا كتاب الله الذي بأيديهم واشتروا به ثمنا قليلا ونبذوه وراء ظهورهم وأقبلوا على الآراء المختلفة والأقوال المؤتفكة ، وقلدوا الرجال في دين الله واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله فقست قلوبهم وصار من سجيتهم تحريف الكلم عن مواضعه ولهذا نهى المؤمنون أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية ونظير الآية قوله تعالى {[6972]} { فبما نقضهم ميثاقهم . . . . } إلى آخرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.