محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ يَسۡتَغۡفِرۡ لَكُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوۡاْ رُءُوسَهُمۡ وَرَأَيۡتَهُمۡ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ} (5)

{ وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله } أي هلموا إلى التوبة والإنابة مما فرط منكم وذاع من أفاعيلكم ضد المؤمنين { لووا رؤوسهم } قال ابن جرير{[7115]} أي حركوها وهزوها استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وباستغفاره وبتشديد الواو من { لووا } قرأت القراء على وجه الخبر عنهم أنهم كرروا هز رؤوسهم وتحريكها وأكثروا إلا نافعا فإنه قرأ ذلك بتخفيف الواو على وجه أنهم فعلوا ذلك مرة واحدة .

{ ورأيتهم يصدون } أي يعرضون عما دعوا إليه { وهم مستكبرون } أي عن المصير إلى الرسول والاعتذار .

قال القاشاني لضراوتهم بالأمور الظلمانية واعتيادهم الكمالات البهيمية والسبعية فلا يألفون النور ولا يشتاقون إليه ولا إلى الكمالات الإنسانية لمسخ الصورة الذاتية .


[7115]:انظر الصفحة رقم 108 من الجزء الثامن والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).