محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (30)

{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله } قال ابن جرير{[7295]} أي وما تشاؤون اتخاذ السبيل إلى ربكم إلا أن يشاء الله ذلك لكم ، لأن الأمر إليه لا إليكم أي لأن ما لم يشأ الله وقوعه من العبد لا يقع من العبد ، وما شاء منه وقوعه وقع وهو رديف ( ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ) هذا تأويل السلف وقالت المعتزلة : أي وما تشاؤون الطاعة إلا أن يشاء الله بقسرهم عليها والمسألة مبسوطة في الكلام وقد لخصناها في ( شرح لفظة العجلان ) فارجع إليه { إن الله كان عليما } أي باحوالهم وما يكون منهم { حكيما } أي في تدبيره وصنعه وأمره


[7295]:انظر الصفحة رقم 227 من الجزء التاسع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).