فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (30)

{ وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء الله } أي وما تشاءون أن تتخذوا إلى الله سبيلاً إلاّ أن يشاء الله ، فالأمر إليه سبحانه ليس إليهم ، والخير والشرّ بيده ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، فمشيئة العبد مجرّدة لا تأتي بخير ولا تدفع شرّاً ، وإن كان يثاب على المشيئة الصالحة ، ويؤجر على قصد الخير ، كما في حديث : «إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى » . قال الزجاج : أي لستم تشاءون إلاّ بمشيئة الله { إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } في أمره ونهيه : أي بليغ العلم والحكمة .