الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (30)

قوله تعالى : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } .

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لعن الله القدرية ، وقد فعل لعن الله القدرية ، وقد فعل . لعن الله القدرية ، وقد فعل . ما قالوا كما قال الله ؟ ولا قالوا كما قالت الملائكة ، ولا قالوا كما قالت الأنبياء ، ولا قالوا كما قالت أهل الجنة ، ولا قالوا كما قالت أهل النار ، ولا قالوا كما قال الشيطان . قال الله { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } وقالت الملائكة : { لا علم لنا إلا ما علمتنا } [ البقرة : 32 ] وقالت الأنبياء في قصة نوح : { ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم } [ هود : 34 ] وقالت أهل الجنة : { وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } [ الأعراف : 43 ] وقال أهل النار { ربنا غلبت علينا شقوتنا } [ المؤمنون : 106 ] وقال الشيطان : { رب بما أغويتني } [ الحجر : 39 ] » .

وأخرج ابن مردويه من طريق ابن شهاب عن سالم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «إذا خطب كل ما هو آت قريب ، لا بعد لما يأتي ، ولا يعجل الله لعجلة أحد ، ما شاء الله لا ما شاء الناس ، يريد الناس أمراً ويريد الله أمراً ما شاء الله كان ، ولو كره الناس . لا مباعد لما قرب الله ولا مقرب لما باعد الله . لا يكون شيء إلا بإذن الله » .