اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (30)

قوله : { وَمَا تَشَآءُونَ } أي الطاعة والاستقامة ، واتخاذ السبيل إلى الله { إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله } فأخبر أن الأمر إليه سبحانه ، وليس لهم ، وأنه لا ينفذ مشيئة أحد ، ولا تقدّم إلا تقدّم مشيئة الله تعالى ، قيل : إن الآية الأولى منسوخة بالثانية .

قال القرطبي{[58983]} : والأشبه أنه ليس بنسخ ، بل هو تبيين أن ذلك لا يكون إلا بمشيئته .

قال الفراء : «ومَا تَشَاءُونَ إلاَّ أن يَشاءَ اللهُ » جواب لقوله تعالى : { فَمَن شَآءَ اتخذ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً } ثم أخبرهم أن الأمر ليس إليهم ، فقال : «ومَا تَشَاءُونَ » ذلك السبيل «إلاَّ أن يشَاءَ اللهُ » لكم ، { إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً } بأعمالكم «حَكِيماً » في أمره ونهيه لكم .


[58983]:ينظر: الجامع لأحكام القرآن 19/99.