الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (30)

ثم قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) {[72678]}

أي : وما تشاءون اتخاذ الطريق إلى رضا الله ورحمته إلا بأن يشاء الله ذلك لكم {[72679]} . لأن الأمر إليه لا إليكم {[72680]} . ف " إن " في موضع نصب بحذف الجار {[72681]}

وقيل : هي في موضع خفض على إضماره {[72682]} . وجاز ذلك مع {[72683]} " إن " خاصة [ لكثرة حذف ] {[72684]} الجار {[72685]} معها {[72686]} .

وفي حرف {[72687]} عبد الله : " وما تشاءون إلا ما شاء الله " {[72688]} .

- ثم قال تعالى ( إن الله كان عليما حكيما )

- أي : عليما بمن {[72689]} شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ، حكيما في تدبيره ، لا يقدر أحذ أن يخرج عن مراده ومشيئته {[72690]} .


[72678]:- ساقط من أ.
[72679]:- ث: ذلكم.
[72680]:- انظر جامع البيان 29/227.
[72681]:- انظر إعراب النحاس 5/109 وإعراب مكي 2/788-89.
[72682]:- أي: على إضمار الجار.
[72683]:- ث: من.
[72684]:- م: لحذف.
[72685]:- م: الجاري.
[72686]:- انظر إعراب النحاس 5/109 وإعراب مكي 2/788-89.
[72687]:- ث: حدف.
[72688]:- م: [وما تشاءون إلا أن يشاء الله] وكأن الناسخ قد شطب على "أن" غير أنه لم يعوض ذلك بشيء لا في المتن ولا في الهامش. وما أثبت في المتن هو الثابت في النسختين أ، ث، وهو الثابت أيضا في جامع البيان 29/227 والمحرر 16/195 وفي كل ذلك "تشاءون" بالتاء. "وشاء" بصيغة الماضي. وأما المختصر لابن خالويه: 166 ففيه: "يشاءون" بالياء و"يشاء" بصيغة المضارع. والاختلاف في "تشاءون" وارد عند القراء السبعة. فقرأ ابن كثير وأبو عمرو "بالياء على معنى الخبر عنهم والباقون بالتاء على معنى المخاطبة لله سبحانه". تفسير القرطبي 19/152. وفي معاني الفراء 3/220: "المعنى في "ما" و"أن" متقارب".
[72689]:- ث: بما.
[72690]:- م: ومشيئاته. وانظر إعراب النحاس 5/109.