الآية 30 : وقوله تعالى : { وما تشاءون إلا أن يشاء الله } يقول ، والله أعلم : من شاء اتخاذ السبيل إلى ربه [ فلا يتخذه ]{[22914]} إلا أن يشاء الله أن يتخذ السبيل إلى ربه ، وعند ذلك يتخذ .
وهذا على المعتزلة لأنهم يقولون : إن الله تعالى قد شاء لجميع الخلائق أن يتخذوا إلى ربهم سبيلا ، لكنهم شاؤوا ألا يتخذوا إلى ربهم سبيلا ، فلم يتخذوا . وقد أخبر أنهم لا يشاؤون اتخاذ السبيل إليه ، ولا يتخذون إلا أن يشاء الله لهم اتخاذ السبيل . فعند ذلك يتخذون ما ذكر ، ويشاؤون .
وقوله تعالى : { إن الله كان عليما حكيما } إن الله تعالى لم يزل عليما بصنع خلقه من التكذيب له والتصديق من الطاعة والمعصية ، أي على علم منه بصنيعهم ؛ أنشأهم ، وخلقهم{ حكيما } في فعله ذلك وخلقه إياهم على ما علم منهم أن تكون الآية[ إلى من ]{[22915]} خلقهم ، وأنشأهم لمنافع أنفسهم ولحاجتهم لا لمنافع ترجع إليه أو لمضار تدفع عن نفسه .
فخلقه إياهم وبعثه الرسل إليهم على علم بما يكون من التكذيب والردّ ، لا يخرج فعله عن الحكمة والحق . بل يكون حكيما في ذلك .
وأما من يبعث الرسول في الشاهد إلى من يعلم أنه يكذبه ، ويرد رسالته وهديته ، ويستخف به ، [ وأنه سفيه ]{[22916]} ليس بحكيم{[22917]} ، لأنه إنما يرسل الرسل ، ويبعث هديته لمنافع تكون له{[22918]} ، فعلمه بما يكون منه سفه ، ليس بحكمة ، لذلك افترقا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.