فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (30)

{ وما تشاؤون } أن تتخذوا إلى الله سبيلا ، وفيه التفات عن الغيبة في خلقناكم إلى الخطاب ، وقرئ بالياء التحتية لمناسبة قوله خلقناكم .

وقوله { إلا أن يشاء الله } منصوب على الظرفية وأصله إلا وقت مشيئة الله فالأمر إليه سبحانه ليس إليكم والخير والشر بيده لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، فمشيئة العبد مجرد لا تأتي بخير ، ولا تدفع شرا وإن كان يثاب على المشيئة الصالحة ويؤجر على قصد الخير كما في حديث " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " ( {[1673]} ) قال الزجاج أي لستم تشاؤون إلا بمشيئة الله ، والآية حجة على المعتزلة والقدرية { إن الله كان عليما } أي بليغ العلم بما يكون من الأحوال { حكيما } بليغ الحكمة في أمره ونهيه ، مصيبا في جميع الأقوال والأحوال .


[1673]:سبق ذكره.