تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ} (3)

لا يعزب عنه : لا يغيب عنه .

مثقال ذرة : ثقْل أصغر نملة .

ومع كل هذا فقد أنكر الذين كفروا مجيء يوم القيامة ، فقلْ لهم أيها الرسول : ستأتيكم الساعة وحقِّ ربي ، عالمِ الغيب الذي لا يغيب عن علمه مقدارُ ذرَة في السموات والأرض ولا أصغرُ من ذلك ولا أكبر . . . . وكل ذلك مسطور في كتاب مبين .

قراءات :

قرأ حمزة والكسائي : { علاّم الغيب } ، وقرأ أهل المدينة وابن عامر و رويس : { عالِمُ الغيب } برفع الميم ، والباقون : { عالِمِ الغيب } بكسر الميم .

وقرأ الكسائي وحده : { لا يعزِب } بكسر الزاي ، والباقون : { يعزب } بضم الزاي .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ} (3)

قوله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ( 3 ) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ( 4 ) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ( 5 ) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } .

جحد المشركون نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكذبوا بما جاءهم به من خبر الساعة فتولوا مدبرين مكابرين ، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يؤكد لهم حالفا يمينه الغليظ بالله أن الساعة آتية لا ريب فيها وهو قوله سبحانه : { قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ } وهذا قسم كريم من رسول صدوق كريم ، سيد الأولين والآخرين ، وإمام المتقين في الدنيا والآخرة ، وفي ذلك التأكيد الجازم ما يحمل الذهن والقلب على التصديق والاستيقان دون تردد .

قوله : { عَالِمِ الْغَيْبِ } { عالم } ، صفة لربي أو بدل منه{[3782]} أي أن الإخبار عن حقيقة الساعة وأنها آتية لا محالة ، جاء من عند الله علام الغيوب وهو سبحانه { لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ } الله محيط علمه بكل شيء وهو سبحانه لا يغيب عن علمه زنة نملة صغيرة تسبح في السماوات أو تدب في الأرض .

قوله : { وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ } أي لا يغيب عن علم الله ما كانت زنته النملة الصغيرة أو دونها أو أكبر منها { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } أيما شيء مهما صغرت زنته إلا هو مسطور علمه في اللوح المحفوظ .


[3782]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 274.