بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ} (3)

قوله عز وجل : { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا الساعة قُلْ بلى وَرَبّي } قسم أقسم به يعني : بلى والله .

قوله : { لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالم الغيب } قرأ ابن عامر ونافع { عالم } بالضم ، جعله رفعاً بالابتداء . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم : { عالم الغيب } بكسر الميم وهو صفة لله تعالى . وهو قوله : { الحمد للَّهِ } ويقال : ردّه إلى حرف القسم وهو قوله تعالى : { قُلْ بلى وَرَبّي عالم } . وقرأ حمزة والكسائي { علاّم الغيب } وهو على المبالغة في وصف الله عز وجل بالعلم . ويقال : من قرأ { عالم الغيب } بالضم فهو على المدح ومعناه : هو { عالم الغيب } . ويقال : هو على الابتداء وخبره { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ } قرأ الكسائي : { لاَ يَعْزُبُ } بكسر الواو . وقرأ الباقون : بالضم ، ومعناهما واحد أي : لا يغيب عنه { مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } يعني : وزن ذرة صغيرة . والذرة النملة الصغيرة الحمراء . ويقال : التي ترى في شعاع الشمس { فِي السماوات وَلاَ في الأرض وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ في كتاب مُّبِينٍ } يعني : قد بيّن الله عز وجل في اللوح المحفوظ .