الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ} (3)

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ } الساعة ، ثم عاد جلّ جلاله إلى تمجيده والثناء على نفسه ، فقال عز من قائل : { عَالِمِ الْغَيْبِ } ، اختلف القراء فيها ، فقرأ يحيى والأعمش وحمزة والكسائي : ( علاّمِ الغيب ) بخفض الميم على وزن فعال ، وهي قراءة عبد الله وأصحابه . قال الفراء : وكذلك رأيتها في مصحف عبد الله ( علاّمِ ) .

وقرأ أهل مكة والبصرة وعاصم بجر الميم على مثال فاعل رداً على قوله ، وهي اختيار أبي عبيد فيه ، وفي أمثاله يؤثر النعوت على الابتداء .

وقرأ الآخرون ( عالمُ ) رفعاً بالاستئناف ؛ إذ حال بينهما كلام .

{ لاَ يَعْزُبُ } يغيب ويبتعد { عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } : وزن نملة ، وهذا مثل ؛ لأنه سبحانه لا يخفى عليه ما هو دون الذرة . { فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }