تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ} (3)

{ وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة } القيامة { قل بلى وربي لتأتينكم{[1112]} عالم الغيب } من قرأها بالرفع رجع إلى قوله { وهو الرحيم الغفور } عالم الغيب ، ومن قرأها بالجر ( عالم الغيب ) يقول : بلى وربي عالم الغيب وفيها تقديم{[1113]} ، والغيب في تفسير الحسن في هذا الموضع : ما لم يكن ( لا يعزب عنه ) أي : لا يغيب { مثقال ذرة } أي : وزن ذرة يقول : ليعلم ابن آدم أن عمله الذي عليه الثواب والعقاب لا يغيب عن الله منه مثقال ذرة .


[1112]:قال أبو الفتح ابن جني: قال هارون عن طليق المعلم، سمعت أشياخنا يقرأون: (ليأتينكم) بالياء.(المحتسب 2/186).
[1113]:قال ابن خالويه: يقرأ (علام الغيب) و(عالم الغيب) بالخفض؛ وعالم بالرفع؛ فالحجة لمن خفض: أنه جعله وصفا لقوله: لا بلى وربي لأنه مخفوض بواو القسم، فإما علام فهو أبلغ في المدح من عالم وعليم. (الحجة ص186).