تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

الأجداث : القبور ، واحدها جَدَث بفتح الجيم والدال .

النصُب : كل ما نصب للعبادة من دون الله ، كالأصنام وما شابهها .

يوفضون : يسرعون .

في ذلك اليوم يَخرجون من قبورهم مسرعين إلى الداعي كأنهم يهرولون إلى النُصُب التي كانوا يعبدونها في الدنيا ، ولكنّ حالَهم مختلفٌ .

قراءات :

قرأ حفص وابن عامر : نُصُب بضم النون والصاد . وقرأ الباقون : نَصَب بفتح النون والصاد ، وهما لغتان . أو أن النصب بضم النون والصاد جمع نصب بفتح النون وسكون الصاد . والله أعلم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

{ يوم يخرجون من الأجداث } أي : القبور ، { سراعاً } إلى إجابة الداعي ، { كأنهم إلى نصب } قرأ ابن عامر ، وحفص : { نصب } بضم النون والصاد ، وقرأ الآخرون بفتح النون وسكون الصاد ، يعنون إلى شيء منصوب ، يقال : فلان نصب عيني . وقال الكلبي : إلى علم وراية . ومن قرأ بالضم ، قال مقاتل والكسائي : يعني إلى أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله . قال الحسن : يسرعون إليها أيهم يتسلمها أولاً ، { يوفضون } أي : يسرعون .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

قوله تعالى : " يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب " " يوم " بدل من " يومهم " الذي قبله ، وقراءة العامة " يخرجون " بفتح الياء وضم الراء على أنه مسمى الفاعل . وقرأ السلمي والمغيرة والأعشى عن عاصم " يخرجون " بضم الياء وفتح الراء على الفعل المجهول . والأجداث : القبور ، واحدها جدث . وقد مضى في سورة " يس{[15373]} " . " سراعا " حين يسمعون الصيحة الآخرة إلى إجابة الداعي ، وهو نصب على الحال " كأنهم إلى نصب يوفضون " قراءة العامة بفتح النون وجزم الصاد . وقرأ ابن عامر وحفص بضم النون والصاد . وقرأ عمرو بن ميمون وأبو رجاء وغيرهما بضم النون وإسكان الصاد . والنصب والنصب لغتان مثل الضعف ، والضعف . الجوهري : والنصب ما نصب فعبد من دون الله ، وكذلك النصب بالضم ، وقد يحرك . قال الأعشى :

وذا النصبَ المنصوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ *** لعافيةٍ واللهَ ربك فاعْبُدَا

أراد " فأعبدن " فوقف بالألف ، كما تقول : رأيت زيدا . والجمع الأنصاب . وقوله : " وذا النصب " بمعنى إياك وذا النصب . والنصب الشر والبلاء ، ومنه قوله تعالى : " أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " [ ص : 41 ] . وقال الأخفش والفراء : النصب جمع النصب مثل رهن ورهن ، والأنصاب جمع نصب ، فهو جمع الجمع . وقيل : النصب والأنصاب واحد . وقيل : النصب جمع نصاب ، هو حجر أو صنم يذبح عليه ، ومنه قوله تعالى : " وما ذبح على النصب{[15374]} " [ المائدة : 3 ] . وقد قيل : نَصْب ونُصْب ونُصُب معنى واحد ، كما قيل عَمْر وعُمْر وعُمُر . ذكره النحاس . قال ابن عباس : " إلى نصب " إلى غاية ، وهي التي تنصب إليها بصرك . وقال الكلبي : إلى شيء منصوب ، عَلَم أو راية . وقال الحسن : كانوا يبتدرون إذا طلعت الشمس إلى نصبهم التي كانوا يعبدونها من دون الله لا يلوي أولهم على آخرهم .

قوله تعالى : " يوفضون " يسرعون والإيفاض الإسراع . قال الشاعر :

فوارسُ ذُبْيَان تحت الحدي*** د كالجنّ يوفضن من عبقر

عبقر : موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن . قال لبيد :

كهول وشبان كَجِنَّةِ عبقر{[15375]}

وقال الليث : وفضت الإبل تفض وفضا ، وأوفضها صاحبها . فالإيفاض متعد ، والذي في الآية لازم . يقال : وفَضَ وأَوْفَضَ واستوفض بمعنى أسرع .


[15373]:راجع جـ 15 ص 40 وص 207.
[15374]:راجع جـ 6 ص 57.
[15375]:هذا عجز بيت، وصدره: *ومن فاد من إخوانهم وبنيهم*
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

{ يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون }

{ يوم يخرجون من الأجداث } القبور { سراعاً } إلى المحشر { كأنهم إلى نَصْبِ } وفي قراءة بضم الحرفين ، شيء منصوب كعلم أو راية { يوفضون } يسرعون .