تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ} (51)

الأجداث : جمع جدث ، القبر .

ينسِلون : يخرجون من قبورهم .

ثم بين الله أنهم بعد موتهم يُنفخ في الصور النفخةَ الثانية ، نفخةَ البعث من القبور ، فقال :

{ وَنُفِخَ فِي الصور فَإِذَا هُم مِّنَ الأجداث إلى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } :

وبعد النفخة الثانية يخرجون من قبورهم مسرعين إلى الله . . . . وكل هذه المواقف من الحياة الأخرى لا نعلم عن حقيقتها شيئا إلا ما ورد في القرآن الكريم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ} (51)

ولما دل ذلك على الموت قطعاً ، عقبه بالبعث ، ولذلك عبر فيه بالنفخ فإنه معروف في إفاضة الروح فقال : { ونفخ في الصور } أي الذي أخذتهم صيحته ، وجهله إشارة إلى أنه لا توقف له في نفس الأمر على نافخ معين ليكون عنه ما يريد سبحانه من الأثر ، بل من أذن له الله كائناً من كان تأثر عن نفخه ما ذكر ، وإن كنا نعلم أن المأذون له إسرافيل عليه السلام .

ولما كان هذا النفخ سبباً لقيامهم عنده سواء من غير تخلف ، عبر سبحانه بما يدل على التعقب والتسبب والفجاءة فقال : { فإذا هم } أي في حين النفخ { من الأجداث } أي القبور المهيأة هي ومن فيها لسماع ذلك النفخ { إلى ربهم } أي الذي أحسن إليهم بالتربية والتهيئة لهذا البعث فكفروا إحسانه ، لا إلى غيره { ينسلون * } أي يسرعون المشي مع تقارب الخطى بقوة ونشاط ، فيا لها من قدرة شاملة وحكمة كاملة ، حيث كان صوت واحد يحيي تارة ويميت أخرى ، كأنه ركب فيه من الأسرار أنه يكسب كل شيء ضد ما هو عليه من حياة أو موت أو غشي أو إفاقة .