تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5)

الحاسد : الذي يتمنى زوالَ النعمة عن الغير .

ونعوذُ بالله تعالى من شرِّ الحاسدِ الذي يتمنَّى زوالَ النعمة عن غيره ، والحسدُ خلُق مذموم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحسدُ يأكل الحسناتِ كما تأكل النارُ الحطب " .

والحسد أول معصية عُصِيَ اللهُ بها في السماء وفي الأرض ، فَحَسَدَ إبليسُ آدمَ ، وحسد قابيلُ أخاه هابيل فقتَله .

والحاسد يضرّ نفسَه ثلاث مضرّات :

إحداها اكتسابُ الذنوب ؛ لأن الحسدَ حرام .

الثانية : سوءُ الأدبِ مع الله تعالى ، فإن حقيقةَ الحسد كراهيةُ إِنعام الله على عبده ، واعتراضٌ على الله .

الثالثة : تألُّم قلبِ الحاسِد من كثرةِ همِّه وغمِّه .

كلُّ العداوة قد تُرجَى إزالتها*** إلا عداوةُ من عاداكَ من حسَد

ختام السورة:

وخلاصة معنى السورة الكريمة : أن الله تعالى طلبَ من الرسول الكريم أن يلجأَ إلى ربّه ، ويعتصمَ به من شرِّ كل مؤذٍ من مخلوقاته ، ومن شرِّ الليل إذا أظلمَ لما يصيب النفوسَ فيه من الوحشة ، ولما يتعذَّر من دَفع ضرره ، ومن شرِّ المفسِدات الساعيات في حَلِّ ما بينَ الناسِ من روابطَ وصِلات ، ومن شرِّ الحاسدين الذين يتمنّون زوالَ ما أسبغَ الله على عباده من النعم .

اللهم اجعلْنا من المحسُودين لا من الحاسِدين .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5)

شرح الكلمات :

{ حاسد إذا حسد } : أي إذا أظهر حسده وأعمله .

المعنى :

وقوله تعالى { ومن شر حاسد إذا حسد } أي وتعوذ برب الفلق من شر حاسد ، أي من الناس إذا حسد ، أي أظهر حسده فابتغاك بضر ، أو أرادك بشر ، أو طلبك بسوء بحسده لك ؛ لأن الحسد زوال النعمة عن المحسود ، وسواء أرادها أو لم يردها ، وهو شر الحسد .

من الهداية :

1- تحريم الحسد قطعياً ، وهو داء خطير حمل ابن آدم على قتل أخيه ، وحمل إخوة يوسف على الكيد له .

2- الغبطة ليست من الحسد ، لحديث الصحيح " لا حسد إلا في اثنتين " ؛ إذ المراد به الغبطة .